وضعت الكهرباء بصمتها على عالم السيارات منذ سنوات بعيدة، لكنها كذلك لم تترك عالم الدراجات تحت سيطرة النفط بشكل كامل، بل امتدت إليه لتعلن عن وجودها النقي.. وإثباتًا لهذا الوجود وامتدادًا له قدمت الألمانية BMW الدراجة الكهربائية Concept Link في إيطاليا التي تجمع بين التواصل الرقمي ومتطلبات التنقل داخل المدن..
فعلى جانب التصميم تبدو الدراجة أشبه بتنين أو حصان أسطوري، بمقدمتها الضخمة والجزء الأسود الذي يتوسطها والمقودين الممتدين على جانبيها، بينما تغطي الألواح الجزء الخلفي بشكل غير كامل، لتبدو كأجنحة صغيرة تبرز على الجانبين ويبدو واضحًا من تحتها بعض العناصر التقنية، مثل أضلاع التبريد ووحدة القيادة، أما ذلك المقعد الذي يمتد أفقيًا فهو قابل للتعديل ليتناسب مع التفضيلات السابقة لقائد الدراجة، كما يمكن تعديله ليكون مقعدًا فرديًا أو مزدوجًا، وتستقر أسفله مقصورة صغيرة للأمتعة تُفتَح وتُقفَل بباب جرار بنفس لون جسم الدراجة..
ولأن قائد الدراجة النارية يكون –عادةً- عاشقًا للسرعة، فإن BMW قد راعت سلامته المرتبطة بانطلاقه كالسهم أو كالرياح، حيث أتاحت عرض معلومات الدراجة -كالسرعة والملاحة ومعلومات البطارية- على الزجاج الأمامي مباشرةً في مجال رؤيته، لكيلا يضطر لإبعاد عينيه عن الطريق، أما المعلومات الثانوية فتُعرَض على لوجة كبيرة تقع أسفل المقودين، وهي حساسة للمس وتعرض وتتحكم في المعلومات والترفيه والإعلام، مع إمكانية التحكم عبر أزرار لمسية مدمجة في المقودين لكيلا يضطر قائد الدراجة لرفع يديه عنهما إلا للضرورة..
ما زال كونسيبت لينك حتى الآن نموذجًا اختباريًا، لكنه نموذج يقدم رؤية واضحة لما سيكون مهمًا في الدراجات التي تقطع طرق المدن في المستقبل: متعة القيادة النقية التي لا تسبب ضررًا للبيئة، والاتصال بين البشر ومركباتهم، وهو يقدمه بنجاح وتميز يدفعنا لانتظار اللحظة التي تقرر فيها BMW أن تجعله حقيقة واقعة.