تجربة حسين صالح
كان من المفترض أن أسرد هذه التجربة الممتعة قبل شهر ونصف ولكن تعرضى لحادث بسيارتي الخاصة عقب القيام بها مباشرة حال دون ذلك .. ورغم اننى افضل دائما ان أسجل إنطباعاتي بشكل عاجل عقب التجربة حتى يتسنى لى تسجيل الملاحظات بشكل أكثر دقة إلا انني احمد الله ان هذا الموقف صادفنى مع طراز مميز ولاعب مهم فى عائلة جيب منذ أن تم طرحه محلياً فى عام 2015 وهو طراز جيب رينيجيد ..
وقد تطوعت بإطلاق لقب " الدلوعة" على طراز رينيجيد من منطلق إستغلال تصميمها الخارجي شديد الإثارة وخطوطها الشقية من جانب شركة فيات كرايسلر اوتوموبيل فى تقديمها بكل المعارض العالمية اللاحقة بألوان شقية مثيرة لم تعتمد من قبل فى تصميمات فئة الكروس اوفر ( 15 لون ) خاصة التى تنتمى لعلامة جيب العريقة .. وتتجلى من خلالها روح الفن الإيطالي العريق العتيق .
وهذا الطراز يعد من أبرز وأفضل ما تم انجابه نتاج علاقة التزاوج بين فيات الإيطالية و كرايسلر الأمريكية وقد حقق منذ انطلاقه نجاحاً غير مسبوقاً خاصة فى الأسواق الأوروبية .. وعلى المستوى المحلى وبرغم أن هذا الطراز تم إطلاقه فى ظروف اقتصادية هى الأصعب فى تاريخ مصر الحديث إلا أنه لعب دور الحصان الأسود فى تعزيز مبيعات جيب فى مصر خلال الفترات الماضية ..
فى الواقع لا يبدو إسم رينيجيد غريباً على مسامع عشاق السيارات حيث قدمت جيب فى معرض ديترويت الدولى للسيارات 2008 نموذجاً تصورىاً يحمل هذا الإسم. ورغم أن هذا الموديل إختلف تماماً من حيث الشكل عن الموديل الحالي، غير أن تقديمه قبل تسع سنوات كان تعبيراً عن نية الشركة تقديم تلك السيارة التي تعد اليوم من بين أكثر سيارات جيب مبيعاً لكونها تنافس فى شريحة ذات شعبية كبيرة وحجم مبيعات ضخم، فكان تقديمها بمثابة سد لفجوة عانت منها جيب لسنوات طويلة.
وعندما قدمت فيات كرايسلر اوتوموبيلز مصر الموديل فى السوق المحلى بتصميمها المستوحى من موديل رانجلر وسيارات جيب العسكرية، كان الموديل بمثابة مرحلة جديدة لجيب فى السوق المحلى. وتم تقديم الموديل فى البداية بنسخة 2 X4 وتعد وكانت أول دخول لجيب فى فئة السيارات الرياضية متعددة الأغراض والحل الأمثل للقيادة داخل المدن، فهي سيارة عالمية موفرة للوقود تجمع بين القيمة والصقل والسلامة والتكنولوجيا المتقدمة وتطرح بأسعار مناسبة وفى متناول الجميع.
ومؤخراً قدمت جيب موديل رينيجيد 4 X 4 الذي أتيحت لنا فرصة التعرف على طراز ليمتد وقيادته على الطرقات داخل العاصمة على الطريق الدائرى وهو بالطبع يختلف عن الطرق السريعة المماثلة فى دول العالم الأخرى .. من حيث عدم السلاسة وانتشار الحفر والمطبات، وهو الأمر الذي سهل لنا التعرف على بعض مميزات نظام التعليق فى رينيجيد من حيث المرونة أثناء القيادة على هذه النوعية من الطرق. وتعد العلامة التجارية الامريكية جيب المرادف الحقيقي لمفهوم المغامرة والقيادة على الطرق الوعرة .. ووصفى هنا لبعض الطرقات المصرية بأنها وعرة وغير ممهدة لا يحمل سمة المبالغة .. لانها منتشرة بكثرة وبالفعل فإن معظمها لا يناسبه سوى نظم التعليق المتاحة للمركبات الكروس أوفر المدمجة.
تصميم رياضى مثير
من أبرز سمات رينيجيد تصميمها الخارجي المثير بخطوطه الشقية والتموجات الجذابة وارتفاع نسبة الانسيابية التي تعزز الأداء الديناميكي الرياضي للسيارة، الأمر الذي عزز وساهم فى تقديمها بألوان لم تعتمد من قبل فى طرازات الكروس اوفر بشكل عام وجيب بشكل خاص من منطلق أن هذه الفئة تتميز بالشراسة والقوة ولا تقبل أن تتحلى بهذه الألوان، وهنا يظهر دور المصمم المبدع الذي استطاع أن يفك طلاسم هذه المعادلة المعقدة من خلال التموجات والمصابيح الأمامية المستديرة وشبكة التهوية الأمامية ذات السبع فتحات والرفارف.
وفيما يتعلق بالألوان فحدث ولا حرج فقد اتيحت لى الفرصة لمشاهدة طراز رينجيد بالعديد من المعارض العالمية بألوان بعضها لم اشاهده أصلا من قبل، والمثير أن كل لون منهم يعطيك احساساً بانه الانسب وعندما تشاهد آخر تشعر بنفس الإحساس وهكذا .... وأعتقد أن التصميم الخارجى للسيارة يعد من ابرز العوامل التى ساهمت فى جذب العملاء والمغامرون ،،
التصميم الداخلي
عند جلوسك خلف عجلة القيادة تشعر للوهلة الأولى بمدى الرحابة التي تتمتع بها السيارة لتضفي عليك إحساسا مغايراً لانطباعك عنها عند مشاهدتها بالخارج حيث تمنحك الرحابة شعورا بالجو العائلي مع ملاحظة التكامل بين المكونات الداخلية الفخمة والعناية بأدق التفاصيل ويبرز هنا دور المصممين الإيطاليين فى تأمين لمسات رياضية جذابة وعصرية لم نشاهدها من قبل فى طرازات جيب منها على سبيل المثال الوان الكساء الداخلي المصنوع من الجلد الفخم والممتد للتابلوه باختيار ثلاثة ألوان متناغمة هي البرتقالي والبني والرمادي الفاتح والمطعمة و المطلية بأكسيد الألومنيوم المشتقة من المعدات الرياضية الكبيرة والتي أضافت جواً دافئا يضفي مزيداً من الرومانسية داخل السيارة، ولوحة العدادات وعجلة القيادة التي باتت بدورها توفر تواصلاً أكثر بين السائق وسيارته النشطة وأدواتها الثرية من خلال أزرار التحكم.
ومن جهة أخرى فإن المقاعد الرياضية تؤمن ثباتاً تاماً أثناء المناورات والمنعطفات، وشاشة العرض التي تعمل باللمس 6.5 بوصة وتؤمن أنظمة التواصل الرقمي حيث تضمن الهاتف المحمول ونظام الملاحة والبلوتوث.
ويأتى دور السقف البانورامي المتحرك ليضفي مزيداً من الشعور بالأداء الرياضي والرحابة داخل السيارة وكأنها تنتمي لسيارات الدفع الرباعي الكبيرة. وايضاً يتميز طراز رينيجيد بكم هائل من جيوب التخزين المخصصة لحفظ المتعلقات الصغيرة.
محرك عصبى
تم تزويد الجيب رينيجيد الليمتيد بمحرك مالتى أير تربو صغير لكن قوى وعصبى بسعة 1.4 لتر وبقوة 170 حصان و مزود بعلبة تروس ذات تسع سرعات وناقل حركة أوتوماتيكي يتميز بطابعه الرياضى ويؤمن إقتصاداً فى إستهلاك الوقود، وعلى صعيد الأداء فهو يتحول من هادىء إلى عصبى فى لمح البصر مع سيطرة كاملة خلف عجلة القيادة وقدرة على المناورة، كما أن التسارع مثالي عند الخروج من المنعطفات مع توازن لافت فى حالة وجود حفر أو أجزاء غير ممهدة من الطريق، ولأنها خفيفة الحركة وذات مساحة رحبة فإنها مثالية للمغامرة على هذه الطرق الوعرة والمنتشرة بين أنحاء العاصمة. وبوجه عام فإن الجلوس خلف عجلة القيادة يعطيك احساساً بالسيطرة والثقة والمتعة فى الأداء الرياضى والديناميكى سواء اثناء الانطلاق او عقب الخروج من المنعطفات.
السلامة والأمان
يعد عامل السلامة والأمان من ابرز العوامل التى تتميز بها جيب عبر تاريخ علامتها التجارية التي تمتد لأكثر من سبعة عقود من منطلق أن هذه الفئة من السيارات تواجه ظروفاً غير طبيعية و طرق غير ممهدة و نوعية نادرة من العملاء تعشق الحرية والمغامرة ومن هذا المنطلق أولى مهندسو جيب عناية فائقة بهذا العامل، فجاء الموديل مجهزاً بست وسائد هوائية قياسية ونظام المقاومة الإلكترونية للميلان ( ERM ) وحساس لركن السيارة ومثبت سرعة ونظام تحديد النقاط العمياء وهو من اهم الأنظمة التي يحتاجها السائق فى الأجواء المصرية خاصة فيما يتعلق بالعنصر البشرى .
تكاليف التشغيل
تعتمد رينيجيد على محرك مالتى أير ذو سعة صغيرة لا تتجاوز 1.4 لتر. ورغم قوة هذا المحرك إلا أنه يعد موفراً من حيث استهلاك الوقود حيث يبلغ متوسط الاستهلاك داخل المدن حوالى 9 لتر لكل 100 كيلومتر وعلى الطرق السريعة حوالى 7 لتر لكل 100 كيلومتر بينما يبلغ متوسط استهلاك السيارة من الوقود 7.5 لتر لكل 100 كيلومتر.
وتعنى تلك الأرقام أن موديل رينيجيد يتميز بانخفاض تكاليف تشغيله مقارنة بكثير من الموديلات السيدان الصغيرة وهو أمر بات مهماً على ضوء أرتفاع أسعار الوقود. وربما يمنح هذا الأداء الاقتصادي للموديل الجديد نقطة قوة مقارنةً بباقى الموديلات ذات القدرات المماثلة. ومن نقاط القوة الأخرى التي تتميز بها السيارة هو أنها تحمل إسم جيب وبالتالي فإنها لا تفقد الكثير من قيمتها عند بيعها كسيارة مستعملة وهي لذلك تعد أستثماراً جيداً.
الانطباع العام
كما أطلقت عليها دلوعة وثمرة الدمج بين العملاقين فيات وكرايسلر .. ويعول عليها العملاقين بشكل كبير فى تعزيز مبيعات المجموعة ،، حققت نجاحاً فائقاً فى الأسواق الأوربية وعلى المستوى المحلى تعد بمثابة الحصان الأسود بالرغم من الظروف الاقتصادية المرتبكة واعتقد ان فى حالة عودة السوق إلى وضعه الطبيعي فيما يتعلق بالعملات الأجنبية سوف يحقق طراز رينجيد مبيعات غير مسبوقة وسوف يستقطب عملاء لا بأس بهم من عملاء الفئات الأخرى فى ضوء ثرائها الفاحش على مستوى العديد من الأصعدة المشار إليها حيث تتميز بتصميم خارجى حديث وانسيابية لم تقدم من قبل فى طرازات جيب مع الألوان الملتهبة التي أضفت مزيدا من الجاذبية للتصميم الخارجي فضلا عن الثراء و الرحابة والفخامة والتناغم فى اختيار الألوان التى يتميز بها الصالون الداخلي ،، اضافة الى الاداء القوى والعصبى للمحرك واقتصاديته فى الوقود ونظم التعليق والامان القياسية التي يوفرها طراز جيب رينيجيد ليميتد 4 x 4. وبإيجاز تبدو القيمة الفعلية للموديل أكبر بكثير من ثمنه.
انطباعات أولية لتجربة قيادة سريعة لبيستيون T33 موديل 2022 الجديدة
