فلسفة هايما .. والمقال مدفوع الأجر !!

حجم الخط: ع ع ع

بقلم / حسين صالح

مقال ترويجى مدفوع الأجر !! هكذا جاء تعليق احد القراء على ما اشرت اليه فى مقالى السابق عقب زيارتى لمصنع سيارات شركة هايما الصينية بمدينة جينجو الصينية .. رغم اننى لم أتناول اوأشير مدى ما تتمتع به طرازات هايما من جودة عالية !! ولم اتحدث عن تكنولوجيا التصنيع المتوفرة داخل المصنع .. ولم اتحدث عن مركز البحوث والتطوير الخاص بالمصنع !! او ان مصنع هايما من المصانع القليلة فى الصين التى تملك مصنعاً للمحركات بل و تبيع الفائض من انتاج المحركات للبعض من منافسيها !! او عن سيارتهم الكهربائية ( 3@ ) ولم اتحدث عن خططهم الطموحة فيما يتعلق بعامل التكنولوجيا والتى بدأ تنفيذ مشروعها منذ عام وقطعوا شوطاً كبيراً لتطوير سيارة بدون سائق ..

وكلها حقائق شاهدتها بنفسى وحرصت على تسجيل هذه الإنجازات وتصويرها بالفيديو لتكون خير شاهداً على ما سوف انقله .. وكان حرصى على تسجيل هذه اللحظات من منطلق اننى لم أكن أتصور ان تكون صناعة السيارات فى الصين قد وصلت الى هذا المستوى من الجودة !!

كان تركيزى فقط فى مقالى السابق على عامل مهم جداً ولا ننكر اننا نفتقده ولا نبالى به وهو الاهتمام بالعنصر البشرى داخل المصنع خاصة فيما يتعلق بالعمال ومدى تأثيره عليهم !! وتمنيت ان نسير على خطاهم .. وان يتم مراعاة هذا الامر سواء من جانب الدولة او من جانب رجال الاعمال .. ليس على مستوى قطاع السيارت فحسب ولكن على مستوى كافة القطاعات المنتجة .. إذن اين شبهة الترويج للعلامة التجارية ؟! وما هى الأسانيد التى بنى عليها من ألقى بهذه التهمة الخطيرة والمخلة بالشرف إتهامه ؟!

عموماً لم ابالى كثيراً بما حمله هذا التعليق ..

ولكن سألت نفسى هل استمر فى سرد تجربتى الثرية والمفيدة جدا والمليئة بالايجابيات على خلفية زيارتى لمصنع سيارات لإحدى العلامات التجارية الصينية ؟ هل من حقى ان أسلط الضوء علىالايجابيات الكثيرة التى شاهدتها داخل المصنع ؟ ومدى انعكاسها على جودة وكفاءة الطرازات المنتجة داخله ؟! كيف تتاح لى تجربة تتمتع بكماً هائلاً من المزايا ولا أقوم بنقلها الى من خاض اومن يفكر فى ان يخوض تجربة التصنيع فى مصر ؟؟!!

للاسف قد يكون هناك العديد من التجارب المثيلة لتجربتى وخشى أصحابها من تناولها خوفاً من تعرضهم لإتهامات بالتحيز لعلامة تجارية او منتج !! وبدلاً من ان نستفيد من هذه التجارب استنفذنا مجهودنا وسنين عمرنا فى التشكيك المبنى على نظرية المؤامرة !!

والنتيجة ان كل من لحق بِنَا بعقود تجاوزنا بقرون !! وما شهدته خلال رحلتى الحالية سواء داخل مصنع هايما للسيارات او من خلال معرض شنغهاي الدولى للسيارات يؤكد ان صناعة السيارات فى الصين تقفز بشكل مذهل ليس على مستوى ارقام المبيعات المسجلة داخل السوق الصينى فحسب والتى تجاوزت ثلث الانتاج العالمى وَلَكِنْ على مستوى الجودة الفائقة والتكنولوجيا الذكية ..

وهنا لابد ان نتوقف عن الفلسفة التى تتبناها شركة هايما لصناعة السيارات .. وهى سياسة الجودة العالية وإنتاج موديلات محدودة مقارنة بالمنافسين بهدف التفوق على الفئات المنافسة .. فالأهم من وجهة نظرهم ان يكون كل طراز منتج من جانبهم هو الأفضل فى فئته .. ثم تخضع هذه الطرازات لمتابعة وتطوير وتحديث من خلال مركز البحوث والتطوير الذى يقع فى مدينة شنغهاي سواء للمنتجات بوجه عام او المحركات وهو المسئول عن كافة العوامل المتعلقة بالتصميم الداخلي والخارجى ومدى ملائمته مع عاملى السلامة والامان .. ويتولى هذا الامر مجموعة من مهندسى التصميم الذين درسوا فى جامعات إيطاليا وانجلترا بواسطة الحكومة الصينية .. علماً بأن هايما تتعاون مع العديد من مراكز التصاميم الإيطالية واليابان ابرزهم بنينفارينا وبيرتونى وايتال ديزاين ..

وفيما يتعلق بعامل الضجيج داخل السيارة شاهدنا تجربة نظرية واُخرى عملية لتحديد نسبة الضجيج الناتجة عن عوامل احتكاك طراز ( S5 ) وقياس مدى إنسيابية ومقامة الهواء حيث سجل درجة 35, 0 ( نسبة جر او سحب ) علماً بان افضل درجة سجلتها طرازات أودى الألمانية العريقة والتى تعمل بنظام الهيبرد بلغ 29 , 0 مع مراعاة ان السيارات ال ( SUV ) تزيد نسبة ضجيجها بحكم ارتفاعها عن الارض ..

ولكن تأتى قمة الإثارة والمتعة خلال زيارتنا لمركز البحوث والتطوير لمصنع هايما بمدينة شنغهاي من خلال دعوتنا للقيام بتجربة قيادة عملية لمشاهدة مشروع السيارة بدون سائق وقمنا بجولة على مضمار المركز ونحن نجلس داخل السيارة الامر الذى تخطى حاجز الخيال والإنبهار لنا ..

كيف وصل هؤلاء الى هذه الدرجة من التقدم خلال فترات زمنية قصيرة ؟!

ولذا أظن ان هذه السياسة العبقرية التى يتبناها القائمون على علامة هايما التجارية والتى تعتمد على الجودة والكيف والتوغل تدريجياً فى الاسواق النامية بخطى ثابتة وبشكل لا يعتمد على الكم بل يعتنق سياسة الدعاية الحسنة التى تعتمد على العملاء أنفسهم فى الترويج لمنتجاتهم .. وهى السياسة التى تبناها اليابانيون فى الترويج لمنتجاتهم ووصلوا الان الى منصة التتويج رغم كل النقد والتوبيخالذى نالهم فى حقبة السبعينات .. ولا يعتمد على هذه الفلسفة التسويقية سوى الواثقون فى جودة وملائمة منتجاتهم .

ومن هذا المنطلق حصلت علامة هايما الصينية على العديد من الجوائز من العديد من المنظمات ابرزها حصول طراز S5على سبعة جوائز من منطلق انها السيارة الاكثر مبيعاً فئتها وحصلت M3على جائزتين لاجمل سيارة سيدان عائلية فى فئتها ،، وحصل مركز البحوث والتطوير لهايما على 223 براءة اختراع .. يذكر ان طراز S5 قد تم طرحه بالسوق المصرى بواسطة الوكيلالحصرى لهايما والذى سوف يطرح طراز V7 بالسوق المحلى بنهاية العام الحالى .

وعلى مستوى الموردين تعتمد هايما على مجموعة من ابرز الصانعين العالمين مثل بوش و ال جى ولوتس

يا سادة كفانا تشدق بما فعله أجدادنا .. كفانا اعتناق لنظرية المؤمرة .. كفاية ثرثرة .. كفانا سخرية على من بات يتحكم فى قوتنا بإنتاجه المتميز على طريقة حسنة وانا سيدك .. ابدأوا فى دراسة وتحليل هذه التجارب وحاولوا إستقطابهم للإستثمار فى مصر .. ارسلوا بعثات دراسية لهذه الدول كى نتعلم ونستفيد من تجاربهم .. اعملوا اى حاجة بدل الثرثرة وتبادل الاتهامات وإلقاء الناس بالباطل .. هرمنا هرمنا هرمنا

وختاماً وبعد مشاهدتى للمصنع الاول لشركة هايما فى مدينة جينجو ومركز البحوث والتطوير فى مدينة شنغهاي وانا فى طريقى الى مدينة هايكو الصينية لمشاهدة المصنع الثانى لشركة هايما باتمن الواجب ان اقدم التهنئة لوكيل هايما الحصرى فى مصر _ المتحدة القصراوى _ على توفيقه فى إختيار علامة متميزة واعتقد ان هناك مشروعات طموحة مشتركة سوف تجمع بين الجانبينوتتخطى حدود الوكالة .. رغم عدم خروج تصريحات واضحة فى هذا الشأن ولكن ما لمسته خلال النصف الاول من زيارتى يؤكد ما اشرت اليه .. والإيام بيننا