الجمعة 26 أبريل 2024

وداعًا كوبرى الموت

حسين صالح
حجم الخط: ع ع ع
 
صاحب الرصيد القياسي في عدد الحوادث  منذ إنشائه قبل حوالي ثلاثة عقود .. ليس على مستوى عدد الحوادث فحسب ولكن أيضاً على مستوى الضحايا .. لكن الغريب في الأمر ما كان يشاع ويتردد بين العامة من أن السبب في هذه الحوادث  يعود إلى ان الكوبرى تم تشييده فوق مقام لأحد أولياء الله  !!
 ولكن في مقابلة شخصية مع الدكتور / إبراهيم الدميرى _ وزير النقل الأسبق _  أكد لى _ وجود عيب فنى إجبارى عبارة عن منحنى في تصميم كوبرى "السيدة عائشة" _ المعروف اعلامياً باسم كوبرى الموت _ بسبب طبيعة المنطقة المحيطة به و المكتظة المساجد والمقابر وبالتالي كان من المستحيل إزالة هذه المباني لتصحيح الوضع وفقا للقوانين الهندسية والمعمارية الصحيحة .. 
 
فضلاً على ان إدارة المرور كانت ترفض دائما أى محاولات غلق الكوبرى  بهدف تطويره - تحسباً لحدوث شلل مرورى محتمل  في ضوء عدم وجود أى نوع من البدائل الموازية له .. 
 
ولكن لأن الشعار الذى يحكمنا الآن ويتحكم في القرارات المصيرية يستند إلى معيار وحيد وهو اتخاذ القرارات الصحيحة  وفقا للمصلحة العامة بغض النظر عن صعوبتها او ردود افعالها .. فإن الأمر الذى كان مستحيلاً بالأمس بات ممكنا اليوم .. بل انه بالفعل تم إتخاذ خطوات للقضاء على الحوادث نهائياً بل وعمل تطويرات جذرية في منطقة السيدة عائشة في ضوء المشروعات العملاقة التي يتم تنفيذها حاليا في المناطق المحيطة بها مثل إعادة تطوير واحياء بلاج عين الصيرة السياحى ومتحف الحضارات .. 
 
ولست مبالغاً وبحكم انني احد ارباب المناطق القريبة من كوبرى السيدة عائشة _ عين الصيرة _ لم اكن اتخيل يوما اننا من الممكن ان نجد حلولاً أو بدائل لكوبري الموت .. لدرجة أننا بتنا نستقبل الحوادث المتكررة بشكل اشبه بالبرود بسبب كثرتها ..
 
والمبهر في الأمر المشار إليه أنه لم ينحصر في تطوير المنطقة والكوبري فقط ،، ولكن تم إيجاد حلول بديلة ،،  للأسف لم يجروء أحد من قبل على مجرد التفكير فيها ،، من خلال إنشاء محاور موازية  لتخفيف الضغط على الكوبرى وكذا تقصير وتسهيل مسافة الوصول للقادمين من صلاح سالم و المتجهين إلى الأوتوستراد و الدائرى  ،، 
 
وبوجه عام ودون  الاحتكام  إلى أية  عوامل سياسية قد يظن البعض انها دافعا لموقفى هذا فإن ما يحدث في مصر الآن من تطوير الطرق بهذه السرعة وتلك الجودة  في شتى أنحاء مصر يعد ضرباً من ضروب الخيال  .. لأننا لم نتعود على ان هذا النوع من المشاريع وفى مناطق ليست معقدة مثل مناطق  الإمام الليثى والسيدة عائشة والدراسة ،، تستغرق هذا الوقت القياسى فى تنفيذها ،، ولا تندهش او تنبهر الان اذا غبت عن المرور بأحد ضواحي العاصمة لمدة شهر أو اثنين وتفاجأ بإنجاز مشروعات لم يكن لها وجوداً قبل فترة زمنية قصيرة 
 والمسافة التي  كان قطعها يستغرق بضع ساعات باتت تستغرق عدد محدود من الدقائق  ،،
 
بامانه الموضوع اكبر بكثير من ان يتم تناوله في مقال عبر صحيفة او موقع .. لانني اظن ان اعلام  "التوك شو " مقصر جداً في تسليط الضوء على أبعاد ما يحدث في مصر الان  وتأثيره  على فتح أبواب رزق وجذب استثمارات خارجية في ضوء البنية التحتية التي سوف تضع مصر في مقدمة الدول الجاذبة للاستثمارات في شتى المجالات .. 
 
كنت أتمنى ان أشهد تركيزاً إعلاميا من اعلام الفضائيات بهدف توعية عموم الناس بأن تطوير الطرق في مصر لا يصب فقط على مالكى السيارات كما يظن المعظم .. بل انه سوف ينعكس على كل من يعيش في هذه البلد 
 
 وياريت نتذكر ما حدث قبل عقدين من الزمان عندما تسببت هذه البنية في فضيحة صفر المونديال الشهيرة ،،  عندما تخيلنا إمكانية تنظيم مونديال 2010
لكن في ضوء ما يتم الان عندى يقين بأن المعطيات الحالية سوف تؤدي الى ان يسعى الآخرين لنا قبل نسعى لهم .. وان شاء الله سوف يعم الخير على كل أرجاء مصر بفضل من الله ثم بفضل ما يحدث في مصر الآن

اضافة اعلان
اضافة اعلان
اضافة اعلان
اضافة اعلان
اضافة اعلان


إقرأ ايضا

سر الارتباط بين "جيتور" والمعالم التاريخية؟

1:12 م الخميس 07 ديسمبر 2023

دراسة: السائقون منزعجون من كثرة التقنيات في سياراتهم!

12:07 م السبت 29 يوليو 2023

دراسة: السيارات الصغيرة والرياضية هما الأكثر وقوعًا في الحوادث

5:52 م الخميس 27 يوليو 2023

دراسة: المقاعد الخلفية أكثر خطراً من الأمامية في حوادث سيارات البيك-أب!

11:03 ص الخميس 06 يوليو 2023

دراسة: 25% من السائقين لا يقومون بالصيانات الدورية لسياراتهم بسبب غلاء المعيشة!

8:30 م الثلاثاء 04 يوليو 2023

من هم أفضل وأسوأ مصنعي السيارات حول العالم؟

9:24 ص الإثنين 12 يونيو 2023