مَن يستحق أن يركب أغلى مرسيدس بنز في العالم؟
أعتقد جازماً أن الوريث الوحيد لدكتور كارل بنز، مخترع السيارات والذي تحمل اسمه كل سيارة مرسيدس بنز تسير في شوارع العالم (بالمناسبة: مرسيدس هو مجرد اسم طفلة اختير تفاؤلاً بها)، هذا الوريث هو في نظري الأحق في العالم بأرقى سيارة، لمَ لا وهو الوحيد الذي يحمل اسم بنز في الأرض.. إنها "يوتا بنز"، وهي من عاشت في منزله، ودرست في مدرسة تحمل اسمه، وعاصرت عن قرب مصنعه سابقاً ومتحفه لاحقاً.
بصفتي عربيٌ لا يفكر إلا بهذا الأسلوب، فقد كنت أنتظر قبل أن أزورها أن أرى ملكةً متوجةً ولكن بشكل غير رسمي، متوجةً بتاريخ جدها وأهميته، وبما تمتلكه هي شخصياً، وبمَن حولها من الخدم والحشم..
لكن المفاجأة كنت العكس تماماً، فقد رأيت امرأةً أرضيةً، أقرب ما تكون إلى أحد معارفك الشخصيين، طبيعية جداً جداً، لم ولن تتكبر بمثقال ذرة، شديدة الترحاب، لا لأهميتي كزائر فمن أكون أنا أصلاً بجوارها، لكن لأخلاقها وأصالتها، وكأن رقي سيارة جدها يستمد رفعته من رقي أخلاق هذه الأسرة ابتداءً..!!
لكن يبدو أن من سمات التواضع الجم هذا، ألا تركب أغلى سيارة وتتباهى بها، فأنت لست بحاجة للتباهي أصلاً بثمة ماديات زائلة، بل بأخلاقك وسماتك الشخصية قبل أي شيء على الإطلاق.. إنها تركب سيارة عادية جداً، ربما تكون أقل من سيارتي وسيارة كثير منكم.
أشعر يقيناً أن تلك السيدة تركت في نفسي أثراً يصعب أن ينمحي، وتعلمت منها درساً عملياً لم تتحدث كلمةً واحدةً فيه، وهو أن التواضع هو الكنز الأغلى والأبقى.. أما ماذا أخبرتني في حديثها، وماذا رأيت في مكتب ومتحف جدها، وماذا لعب انتسابها لجدها من دور في حياتها، وكيف كان دور جدتها "برتا بنز" حاسماً في تطور السيارة ونجاح زوجها.. فهذا ما أتركه لزملائي في أسرة التحرير كي يقصونه عليكم لاحقاً إن شاء المولى..