بقلم / حسين صالح
ثلاث سنوات ونصف مضت على رحيل أسطورة قطاع السيارات فى مصر المحاسب / احمد ريان مؤسس شركة المصرية للسيارات .. وبالرغم من طول فترة الفراق الا انه لا تخلو جلسة من الجلسات المتعلقة بقطاع السيارات إلا وكان لهذا الرجل نصيب وافر من الحديث .. خاصة فيما يتعلق بالأزمات الاقتصادية والسياسية ،،
حيث كان رحمة الله عليه موهوبا فى الخروج من هذه الأزمات بحلول عبقرية وسلسة ترفع من مكانة وقيمة اسم المصرية للسيارات .. المصرية للسيارات التى كانت بالنسبة له اهم من نفسه ومن بيته ومن أسرته .. وفى هذا الشأن تجمعنى به رواية لن أنساها ويشهد المولى عز وجل على صدق كل كلمة جاءات على لسانه .. وكان ذلك فى عام 2003 عقب افتتاح فرع المصرية للسيارات بمحافظة الاسكندرية .. حيث كان المكتب الخاص به يكشف صالة العرض بالكامل .. دخلت عليه المكتب ووجدته فى حالة نشوة وسرور بشكل مبالغ فيه وهو يتابع حركة العمل .. سألته عن سبب سعادته الى هذه الدرجة ؟!
قال انه مع افتتاح هذا الفرع فإن عائلتة المصرية قد زادت بمقدار 50 فرداً جديداً ،، فى إشارة من جانبه الى عدد الموظفين الجدد الذى تم الاستعانة بهم فى الفرع الجديد .. وأضاف ان ثروته الان مقدارها 300 موظف ( فى تلك الفترة ) وأحلم ان تصل ثروة المصرية للسيارات فى المستقبل الى 20 الف موظف!!
وفى نفس السياق أشار الى ان اى رجل أعمال شريف لابد وان يكون هذا الامر من ابرز أهدافه .. لان إمكانيات ومؤسسات الدولة لا تتحمل هذا ألكم من الشباب ولابد من رجال الاعمال ان يكون لهم دوراً رئيسياً للمساهمة فى حل مشكلة البطالة .
وعقب افتتاح فرع الاسكندرية توالى افتتاح الفروع الى ان وصل عدد فروع المصرية فى عهده الى 13 فرع بطاقة بشرية وصلت الى 750 موظف
من هذا المنطلق كان الرجل حريصاً جداً فى اللحظات الاخيرة من عمره ان يوصى المقربين منه وهم كثيرون على ان يقفوا بجوار المصرية للسيارات وان يحافظوا على مسيرتها ومعدلات تقدمها ونموها خاصة فيما يتعلق بتوفير مزيد من فرص العمل .. وكان الاندهاش يخيم علي كل من توجه له هذه الوصية !!
فالمتبع والمعتاد فى هذه اللحظات القاسية ان يوصى المريض على أولاده وأفراد أسرته!!
هل المصرية للسيارات عند الرجل اهم من بيته واولاده ؟! وهل أنجاله يستطيعون ان يملئون فراغ هذه الأسطورة ؟!
من وجهة نظرى الشخصية التى طرحتها فى مقال سابق فى تلك الفترة فإن الأنجال قد ورثوا تركة ثقيلة .. فالمحافظة على هذا النجاح أمراً شاقاً جداً خاصة فى ظل حالة الارتباك الإقتصادى التى تمر بها مصر !!
ولكن لان الرجل كان موفق جداً فى اُسلوب تربيته لأولاده نجح المهندس / شادى ريان وشقيقته " مى " فى تخطى المرحلة الصعبة رغم بعض المعوقات التى واجهت المصرية عقب رحيل مؤسسها لكن لأنهما اخترقا مجال العمل قبل سنوات طويلة من رحيل الأب استطاعا معاً و بالتعاون مع بعض القيادات المخلصة داخل الشركة من تجاوز المرحلة الصعبة
بل وتم اضافة ثلاثة فروع جديدة فى الغردقة وأسيوط ووسط البلد ليصبح إجمالى عدد الفروع 16 فرع .. ورغم حالة الركود الغير مسبوقة فى سوق السيارات وما يترتب عليه من اضافة مزيد من الاعباء على كاهل الشركة لتوفير اجور حوالي 1000 موظف وعامل لم تستغني الشركة عن موظف واحد بسب هذه الأوضاع .. ولكن على العكس تستعد الشركة لافتتاح صالتى عرض جديدتين بمنطقتي المهندسين والهرم ومركزاً للصيانة بمنطقة ابو رواش .. ليحافظوا على ثروة الأب الحقيقية المتمثّلة فى توفير فرص عمل وان تكون المصرية دائماً سبباً رئيسياً فى فتح المزيد
