بعد أشهر من الركود.. "فورد" و"مرسيدس بنز" تغادران روسيا

بعد أن أمضيا شهورًا دون التمكن من تصنيع سيارة واحدة.. يتأكد لمراقبي صناعة السيارات والمهتمين بها يومًا بعد يوم انهيار صناعة السيارات في روسيا، وهو الانهيار الذي بدأت شرارته في فبراير، عندما دخلت الدبابات الروسية إلى أوكرانيا.
اضافة اعلان

حيث أعلنت كلًا من شركتي "مرسيدس" الألمانية، و"فورد" الأمريكية" عن انسحابهما بشكل كامل من السوق الروسي، لتُترك صناعة السيارات الروسية كأرض قاحلة.. فبين مارس وأبريل الماضي، توقفت المصانع الواحد تلو الآخر، سواءً بسبب نقص المكونات، أو بسبب انقطاع توريد بعض الأجزاء بسبب العقوبات وقطع طرق النقل., ما جعل من المستحيل الحفاظ على هذا النوع من النشاط.
اضافة اعلان

بعد محاولات عدة للاستمرار.. "نيسان" تنسحب من السوق الروسية وتبيع مصنعها

كانت آخر الشركات المصنعة التي قامت بحزم حقائبها والمغادرة من السوق الروسية بشكل نهائي هي "مرسيدس بنز" و"فورد" كما أشرنا، والتي وقفت مصانعها تمامًا أمام الأزمة، كما لم تتمكن كلا الشركتين من تصنيع سيارة لعدة أشهر بسبب استحالة الحصول على المكونات.
اضافة اعلان


وتعمل "مرسيدس-بنز" حاليًا على التخلي عن شبكة وكلائها في روسيا، والتي ستتجه للعمل فيما بعد مع الموزع المحلي "Avtodom".. ولم يتبق سوى القليل من الشركات التي لم تغادر روسيا.. ويبدوأنها ترى بارقة أمل في البقاء، منها على سبيل المثال "كيا" الكورية، حيث أبقت على مصنعها في "سانت بطرسبرج" إلى جانب "هيونداي".. بينما "مازدا" اليابانية لا زالت تفكر في الأمر، وكذلك الوضع بالنسبة لمجموعة "ستيلانتس" و"ميتسوبيشي".
اضافة اعلان

في حين عرضت "فولكس فاجن" الألمانية مصانعها ومنشئاتها على الأراضي الروسية للبيع، ولكنها لم تحصل على صفقة مرضية حتى الآن.
اضافة اعلان

قصة انسحاب "فورد" من السوق الروسية:  
وفي حالة الشركة الأمريكية "فورد" فالحقيقة هي أن عملية الانسحاب من السوق الروسي لم تكن جديدة، حيث بدأت في عام 2019 وقد اكتملت الآن.. ففي ذلك الوقت، أعلنت شركة فورد أنها أوقفت إنتاج سيارات الركاب.. حيث كانت مصانعها في "سانت بطرسبرج" تبني "فورد فوكاس Ford Focus" و "مونديو Mondeo" بينما كان مصنعها في "نبريزي شيلني Naberezhnye Chelny" مقرًا لإنتاج "فيستا Fiesta" و"إيكو سبورت Ecosport".

في الصيف الماضي، توقفت "فورد" عن إنتاج سيارات الركاب.. كما توقف عن إنتاج المحركات في مصنعها في "إلآبوجا Elabuga" وهو المصنع الذي تم إغلاقه وبيعه منذ أيام قليلة.. حيث كان النموذج الوحيد الذي تم تصنيعه حتى بدء الحرب هو عربة نقل، والتي احتلت لبعض الوقت ريادة الشاحنات الصغيرة في روسيا.

وقد كان لشركة "فورد Ford" مشروع مشترك.. حيث يحصل الروس فيه على حصة 51% للروس و 49٪ للأمريكيين.. وتم بيع حصة "فورد Ford" بقيمة رمزية 1 يورو وكما حدث مع الشركات المصنعة الأخرى، لديهم خيار إرجاع حصتهم وإعادة شرائها لمدة خمس سنوات.



مصنع مرسيدس بنز في موسكو:
فيما يتعلق بـ Mercedes-Benz ، لن تتأثر نتائجها المالية بهذا الانسحاب لأن تم توفيرها بالفعل من قبل.. حيث تم بالفعل حساب الأضرار وتحجيمها، وإتمام الصفقة في انتظار موافقة السلطات الروسية واستيفاء الشروط التعاقدية.

من ناحية أخرى، تسيطر "AvtoVAZ" على صناعة السيارات في روسيا، وهي الشركة التي تسيطر عليها السلطات الروسية الآن، ويمكن لهذه الشركة تصنيع نصف سيارات روسيا لأنها تمتلك الكثير من الأجزاء المحلية الصنع واللازمة في صناعة السيارات الاقتصادية رخيصة الثمن.

من ناحية أخرى، هناك نية لإحياء علامة "موسكفيتش Moskvitch" القديمة عبر صانع سيارات صيني، يرجح بنسبة كبيرة أنه "GAC".

تقرير - "جرانتا" و"نيفا" طوق نجاة صناعة السيارات الروسية.. والصين أبرز المستفيدين من الأزمة

في بقية المصانع التي تخلى عنها المصنعون الغربيون واليابانيون في الوقت الحالي، ليس لديهم ما يفعلونه.. قد تكون فرصة ذهبية للمصنعين الصينيين الذين يقررون تأسيس أنفسهم في روسيا في ظل الظروف المواتية، لكن الطلب في السوق الروسية سيء للغاية وغير مشجع.

اقرأ أيضًا: بسرقة رادارات السرعة من الطرق السويدية.. روسيا تطور طائرات بدون طيار لحربها مع أوكرانيا