شغفه منذ الصغر تجاه السيارات دفعه دوما لتجربة كل ما يتعلق بها، حتى وإن لم يدرسها مثلما كان يحلم؛ إلا أنه عمل بها كتاجر حينما كان في ريعان شبابه ليكتشف أن حبه لها يتعدى تلك الحد؛ فقرر أن يهتم بتفاصيل صغيرة داخل السيارة لم يسبقه أحد فيها.
فمحمد عياد شاب ثلاثيني يعمل كمحاسب بإحدى الشركات، ولكنه بعد أن ترك عمله بتجارة السيارات اتجه إلى تصنيع قطع إكسسوارات للسيارات بجانب عمله تعبر عن شخصية راكبها وتميز سياراته عن غيره، ولا يظن أن لدى غيره الملكة التي تجعله يصمم ويحفر على الخشب "موديل" لسيارة؛ فهو يحفر شكل السيارة في ذاكرته ويحفظها عن ظهر قلب بكل تفاصيلها الدقيقة التي يمكن أن يتغاضى عنها المصممون المحترفون.
وفي بادئ الأمر صنع عيد وزميله "حصالة" لسائقي "التكاتك" و"الميكروباصات" كي تعينهم خلال رحلاتهم التي يقطعونها مرارا وتكرارا على مدار اليوم بحصر الأموال المعدنية التي يكسبونها، ثم وجد أن تكلفتها لا تناسبهم فسرعان ما يفكر في ابتكار آخر ذو مصاريف زهيدة تتماشى مع كافة الفئات.
"اتجهت لصناعة سبويلر من مادة الأكريلك يستمد إنارته من إضاءة السيارة الأساسية ويقل سعره عن المتوفر في الأسواق، حيث يتم استيراده بمبلغ 1800 جنيه بينما أصممه وأقوم ببيعه بـ400 جنيه فقط"، هكذا قال محمد خلال حديثه لـ"عالم السيارات"؛ فغرضه ليس التصميم فقط وإنما توفير عبء على صاحب السيارة وتسهيل مهمة تزيينها فتجعله يرغب في ذلك بدلا من شعوره وكأنها كماليات فقط.
أما "الميداليات" التي يعمل على تصميم السيارة من خلالها فقد اشترى لها ماكينة لقص الخشب و"الأكريلك" ووضعها داخل منزله، ليفكر بعد ذلك في جلب مصممون محترفون لبرنامج "الفوتو شوب" وقام بإجراء مقابلات عمل معهم ليكتشف أن دراستهم بكليات متخصصة لم تؤهلهم بعد للقدرة على تقليد تصميم سيارة، ليقرر أن يتعلم بنفسه برنامج التصميم وهو الذي تخرج من كلية التجارة ولم يفقه شيئا عنه ولكنه مميز عنهم بخبرته بالسيارات
تراوحت أسعار "ميداليات" محمد ما بين 30 إلى 45 جنيه يضاف إليها قيمة الشحن لأماكن خارج محافظته الإسكندرية، ولكنه أيضا استطاع أن يتعدى حدود بلاده ككل ويلفت نظر مستوردي إكسسوارات السيارات هناك، ليصدر إلى بعض دول الخليج مثل السعودية وسلطنة عمان.
أما عن أحلامه في ذلك الطريق الذي يسلكه تنبع من شغفه وتعرب عن إيمانه بما يفعله حيث تقتصر على رغبته في أن لا تخلو سيارة بمصر من "الميداليات" التي يصنعها.