"هارلي" تنقل إنتاجها إلى خارج أمريكا وترفع أسعارها بعد تغريدات ترامب

اتسعت الحرب التجارية لإدارة ترمب مع أوروبا وأعلنت شركة هارلي ـ ديفيدسون أنها ستنقل بعض عمليات التصنيع إلى خارج الولايات المتحدة لتفادي رسوم جمركية من جانب الاتحاد الأوروبي، فيما أعدت بروكسل إجراءات انتقامية إضافية في حال فرض البيت الأبيض رسوما جمركية جديدة.

شركة صناعة الدراجات النارية هي أول شركة أمريكية تخفض الإنتاج المحلي بسبب الرسوم الجمركية التي فرضها الاتحاد الأوروبي يوم الجمعة على ما قيمته 3.3 مليار دولار من الواردات الأمريكية، ردا على رسوم جمركية فرضتها الولايات المتحدة على الحديد والألمنيوم.

ويبين قرار هارلي ـ ديفيدسون السبب الذي جعل كثيرا من الأعضاء المؤيدين للتجارة في الحزب الجمهوري، الذي ينتمي إليه دونالد ترمب، يعربون عن قلقهم من العواقب الاقتصادية المحتملة لهجومه التجاري متعدد الجبهات.

على الرغم من أن أوروبا بدت في الأصل وكأنها ضرر جانبي في معركة ترمب التجارية مع الصين، إلا أن الرئيس الأمريكي أصبح أكثر عدوانية مع بروكسل في الأسابيع الأخيرة، إذ توعد بفرض رسوم جمركية نسبتها 20 % على جميع واردات السيارات المصنعة في الاتحاد الأوروبي.

وقال مسؤولون إن المفوضية الأوروبية بدأت العمل على تحديد قائمة بنحو عشرة مليارات يورو من الواردات من الولايات المتحدة لاستهدافها في حال نفذ ترمب تهديده لقطاع السيارات. ويعتمد المجموع على التقديرات نفسها التي استخدمها الاتحاد الأوروبي للرد على الرسوم المفروضة على الألمنيوم والحديد، على الرغم من أن المسؤولين حذروا من أن بروكسل لم توافق حتى الآن على التدابير.

واهتزت الأسواق المالية من بوادر تصعيد من جانب كل من أوروبا وآسيا، حيث من المتوقع أن يفرض ترمب قيودا جديدة على الاستثمار الصيني في التكنولجيا الأمريكية الحساسة.

من جهة اخرى أمر ترمب بالبحث فيما إذا كانت السيارات وقطع الغيار المستوردة، بما في ذلك التي تم استيرادها من الاتحاد الأوروبي واليابان وكندا والمكسيك – تشكل تهديدا للأمن القومي للولايات المتحدة. وبلغت قيمة التجارة عبر المحيط الأطلسي في سيارات الركاب وقطع الغيار 60 مليار دولار العام الماضي. وقال مسؤولون في الاتحاد الأوروبي إنهم لم يقرروا حتى الآن كيف يردون بالضبط على فرض الرسوم الجمركية التي تهدد قطاع السيارات. لكن فشل قمة مجموعة الدول الصناعية السبع في وقت سابق هذا الشهر، أقنع المستشارة الألمانية، أنجيلا ميركل، وبعض قادة دول الاتحاد الأوروبي الآخرين أنهم بحاجة إلى الوقوف في وجه ترمب، حسبما قال المسؤولون.

وكانت شركة صناعة السيارات الألمانية "ديملر" قد حذرت الأسبوع الماضي من أن أرباحها ستتضرر بسبب الرسوم الجمركية الصينية الجديدة على الواردات الأمريكية. قالت الشركة في بيان إلى الجهة التنظيمية : "تعتقد هارلي ـ ديفيدسون أن الزيادة الهائلة في التكلفة، إذا انتقلت إلى وكلائها وعملاء التجزئة لديها، سيكون لها تأثير ضار وفوري ودائم على أعمالها في المنطقة".

ونتيجة لذلك قالت الشركة إنها قررت تغيير خط الإنتاج بدلا من رفع الأسعار. وأدت الرسوم الجمركية التي فرضها الاتحاد الأوروبي إلى رفع الضريبة على دراجات هارلي النارية المصدرة من الولايات المتحدة إلى الاتحاد الأوروبي، من 6 % إلى 31 %.

وقالت الشركة إنها ستتحمل تكلفة الزيادة على المدى القريب، ومن المتوقع أن تتحمل خسائر تراوح من 30 إلى 45 مليون دولار في الفترة المتبقية من 2018. 

وعلى أساس سنة كاملة، سيكون الأثر الإجمالي السنوي للرسوم الجمركية التي يفرضها الاتحاد الأوروبي نحو 90 ـ 100 مليون دولار.

وأضافت، أن تكثيف الإنتاج في مصانعها غير الأمريكية سيتطلب استثمارا إضافيا وسيستغرق من تسعة إلى 18 شهرا.

العوائد التي تحققها شركة هارلي في الاتحاد الأوروبي تأتي في المرتبة الثانية، بعد التي تحققها في الولايات المتحدة. باعت الشركة نحو 40 ألف دراجة نارية جديدة في بلدان الاتحاد الأوروبي العام الماضي، تمثل 16.5 % من المبيعات العالمية، أو أكثر من خمسي مبيعاتها خارج الولايات المتحدة.