حجم الخط:
ع
ع
ع
هل هو إصرار على الفشل ؟ هل يعتقدون ان معدل الدخل السنوى للفرد الذى ينتمى الى الطبقة المتوسطة فى مصر قفز عشرة أضعاف ؟
هل يظنون أنهم يمثلون علامات تجارية فارهة تخاطب الطبقة الثرية فقط ويعتمدون فى تمويل مشترياتهم على المدخرات وليس على الاجر الشهرى ؟
اطرح هذه الأسئلة على خلفية تأملى فى أسعار الطرازات الجديدة التى تم إطلاقها فى السوق المصرى خلال الفترة المنصرمة من العام الحالى .. حيث اكتشفت ان اسعارها يتجاوز حاجز النصف مليون جنيه !!
وفى هذا الشأن لابد ان أسجل اعجابى بالاداء المحترف للشخص المنوط به الوقوف على المنصة اثناء حفل إطلاق الطراز الجديد وغالباً يكون مدير التسويق بحكم موقعه فيما يتعلق ب ( body language ) وهو يعلن عن سعر الفئة الاولى من الطراز المطروح بسعر يتجاوز النصف مليون جنيه .. وكأنه يقول " يالا عشان الغلابة يركبوا عربيّات " وطبعاً شماعة الدولار كفيلة بأن تبرر اى ارتفاع فى الاسعار !!
يا سادة أنتم تمثلون علامات تجارية تخاطب الشريحة المتوسطة من الفئة ( A , B ) وأحيانا (C) وهذه الشريحة تستحوذ على النصيب الاكبر من إجمالى مبيعات السوق وهى الشريحة الاكثر تأثراً بالأوضاع الاقتصادية الراهنة .
أنتم بسياستكم الخاطئة فى التسعير ساهمتم فى الترويج للعلامات التجارية التى تنتمى للفئات الفاخرة والفارهة بعد ان تجاوزت أسعار بعض الطرازات التى طرحتوها أسعار بعض الطرازات الفاخرة !!!!
اختيار المنتج المناسب وتسعيره وترويجه بأسلوب رشيد من ابرز العوامل التى تعزز المبيعات وتثمن العلامة التجارية وأبرهن على وجهة نظرى هذه بعدة تجارب خلال العقدين المنصرمين ابرزهم تجربة دايو وبالتحديد طراز " دايو لانوس " الذى عزز قيمة علامة دايو التجارية وقفز بها الى صدارة السوق لعدة سنوات متتالية بل ان هذا الطراز يعد بمثابة اللاعب الرئيسى الذى ساهم فى القفز بمبيعات علامة شيفروليه عندما تم طرحه باسم ( شيفروليه لانوس ) عقب شراء شيفروليه لدايو . بعد ان كانوا يعولون على طراز شيفروليه الدبابة فقط فى تعزيز مبيعاتهم
والفضل فى هذا الشأن يعود للداهية الكورية مستر " لى " العضو المنتدب لشركة دايو موتور ايجيبت فى بداية تأسيسها نهاية عام 98 والذى نجح فى تغير مفاهيم البيع والتسويق وطرق عرض السيارات .
نفس الامر حدث مع طراز " لوجان " من رينو .. بل ان تعزيز مبيعات رينو من خلال لوجان دفع الوكيل الحالى الى طرح طرازات تنتمى لفئات اعلى وباتت رينو تمتلك اعلى رينج من الطرازات بالسوق المصرى ..
كما نجحت فورد خلال العام الماضى فى تحقيق نمواً على مستوى مبيعاتها بلغ ثلاثة أضعاف بواسطة طراز فوكاس الثورى وهنا تبرز عبقرية إختيار المنتج وتسعيره وتوزيعه وترويجه وخدمته .
وعلاوة على الأخطاء السالفة فإن التواصل مع الوسائل الإعلامية يفتقد الاحتراف و الكياسة عند بعض المنوط به التعامل مع هذه الوسائل رغم ان معظم مدراء التسويق فى جميع شركات السيارات فى مصر يعمل تحت مسئوليتهم جيش من الموظفين ووكالة للإعلانات ووكالة للعلاقات العامة _ التى انحصر دور معظمهم فى الاتصال بالجهات الصحفية لدعوتهم للمناسبات او متابعة نشر الأخبار المتعلقة بالعلامة التجارية
كى يجهزون ملفاً كثيفاً فى نهاية العام يحللون به ما يحصلون عليه من أموال نظير نشر هذه الأخبار .. وبعضهم يمارس هذا الدور بشكل مستفز وغير إحترافى .
يا سادة قبل ان تلهثون خلف الإستحواذ على علامة تجارية ( واقصد باللهث هنا التصارع او الإصرار ) ادرسوا طبيعةً وقدرات ورغبات المستهلكين .. اختاروا قيادات تتسم بالخبرة فى التعامل مع كافة الأطراف خاصة الوسائل الإعلامية .. ولا اقصد هنا التعامل الاعلانى حتى لا يضللكم احد اقصد الجانب الاعلامى .
بوجه عام العبرة ليست بتعدد العلامات التجارية .. العبرة بمدى تأثير العلامة التجارية الايجابى و على ما يرسخ فى ذهن المستهلك تجاهها .. خاصة اذا كانت العلامة التجارية تحمل إرثاً ثقيلاً .. ولكن للأسف يبدو انها انها انتقلت من احمد الى الحاج احمد !!!